الثلاثاء، 8 سبتمبر 2020

الإصلاح طريق طويل .. أ / محمود حميده مرشحكم عن دائرة المعادي و طره‏

 ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏

لا يوجد شخص يرفض الإصلاح، والانتقال إلى الأفضل، والتّغير إلى الأحسن.

هذا القدر لا يختلف فيه النّاس. وإنّما يختلفون غالبًا في مناهج الإصلاح ووسائله ومشاريعه، وهذا باب اجتهاد وَسِيع، وميدان تنافس فسيح، للمصيب فيه أجران، وللمخطئ أجر واحد.

بيدو أنّنا نجد أغلب العاملين على الإصلاح يتّفقون اتفاقًا عجيبًا في نقطة مفصلية من نظرتهم للإصلاح وطريقه، فهم غالبًا ما يختزلون سبب الفساد في نقاط سطحية موغلة في التعميم والتعويم، كالجهل وقِلّة الوعي... 

وغيرها من قوالب التحليل الّتي تلوكها ألسنة محترفي التحليل الإعلامي أو العلمي بزعمهم!.
وبناء عليها يذكرون حلولًا من قبيل هذه الأسباب سطحية وهمية، كالتعليم -أيّ تعليم كان!- ونشر الوعي والتّوعية، وإضافة أشياء أو آلات إلى الواقع القائم، لا تؤثّر فيه بل تتأثّر به!. 

ولا شكّ أنّ هذه السطحية تسبّبت في ضياع الكثير من الجهود، وفوات الكثير من الفرص، وقتل الكثير من الأمل، وهدر الكثير من الإمكانات...

والحقيقة أنّ الإصلاح طريق طويل.. شاقٌّ ومُكلّف!، جهاد لا هوادة فيه!، وبذل دائم!، وتضحية جليلة!، وتعب مستمر!، ولا تقدر عليه وعلى تبعاته إلّا النّفوس العظيمة!، والعقول الكبيرة!، والعزائم الشّديدة!، والإرادات الصُّلبة!. 

وصدق من قال: الطريقُ طريقٌ تعب فيه آدم، وناح لأجله نوح، ورُمي في النّار الخليل، وأُضجع للذّبح إسماعيل، وبيع يوسف بثمن بخس، ولبث في السّجن بضع سنين، ونُشر بالمنشار زكريا، وذبح السيّد الحصور يحيى، وقاسى الضرَّ أيّوب، وزاد على المقداد بكاءُ داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى محمّد صلّى الله عليه وسلّم وعلى جميع الأنبياء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق